
أرسل عضو مجلس أمناء مركز عدل لحقوق الإنسان مصطفى أوسو رسالة تهنئة خاصة بمناسبة افتتاح مقر لمؤسسة ايزدينا في قامشلو/ القامشلي، بارك فيها لأبناء المكون الديني الإيزيدي افتتاح مقر لمؤسسة ايزدينا.
وقال أوسو إن افتتاح مقر للمؤسسة سيساهم في إبراز خصوصية هذا المكون الأصيل من مكونات المجتمع السوري والدفاع عن حقوقه وحرياته الأساسية، وسيكون منبراً للتلاقي ونشر ثقافة الحوار والتعايش والتماسك الاجتماعي والمحبة والتسامح والسلام بين جميع المكونات المجتمعية القومية والدينية في المنطقة.
وأوضح أوسو في رسالته "أن على المؤسسة القيام بدوره في تجسيد التلاحم المجتمعي بين مكونات المنطقة، التي أحوج ما تكون إليها المنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضى، من أجل ترميم وتصحيح العلاقة المحتقنة والمأزومة بين مكونات المجتمع السوري والناتجة عن غياب هذه الثقافة منذ بداية تاريخ نشوء الدولة السورية".
وأشار أوسو "أن أنظمة الحكم المتعاقبة على سوريا، قامت بتطبيق سياسة قوموية عروبية ودينية إسلاموية قائمة على إنكار وجود القوميات والأديان الأخرى فيها، ومصادرة حقوقها وحرياتها الأساسية، وعدم تجسيدها في دساتيرها وقوانينها المختلفة والمتتابعة، التي تجاهلت كلياً وجود الكرد كقومية لها خصوصيتها القومية وحقوق والإيزيديين كديانة لها أيضاً خصوصيتها وتقاليدها وأحكامها وشعائرها وطقوسها، ما أبقاهم خاضعين حتى في أدق الأمور الشخصية، مثل الزواج والطلاق، لأحكام قانون الأحوال الشخصية السوري الخاص بالمسلمين".
وأضاف أوسو أن "التطورات التي أعقبت اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، وظهور المجموعات المسلحة الإسلامية التكفيرية التي تبنت سياسات فاقت تلك التي طبقتها الأنظمة السورية المتعاقبة، بشاعة وعنصرية وطائفية وإجراماً، تركت آثاراً أسوء بكثير على التعايش والتماسك الاجتماعي بين مكونات المجتمع السوري، إلى حد أنها باتت تنذر بعواقب وتداعيات خطيرة جداً على قضايا الأمن والاستقرار والسلام في سوريا، التي لا يمكن لأحد التكهن أبداً بنتائجها وتداعياتها ومآلاتها الخطيرة جداً".
وأشار مدير مركز عدل لحقوق الإنسان "أن قضايا التعايش والتسامح والحوار بين المكونات القومية والدينية، سواء أكان في عموم سوريا أو في منطقة محددة منها، تتطلب من الجميع، العمل من أجل خلق بيئة قائمة على التفاعل والتناغم فيما بينها وقبول الاختلافات على أساس الاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات واحترام الخصوصية، وإيجاد القواسم المشتركة التي يلتقي عليها الجميع، ونبذ العقلية والذهنية القائمة على الإلغاء والإقصاء والحرمان من الحقوق والتعبير عن الذات، إضافة إلى وجود رؤية واضحة للحاضر والمستقبل، مصاغة بآفاق إنسانية مستندة للقوانين والمواثيق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، تنعكس في الدساتير والقوانين، التي تكفل تعزيزها وحمايتها وتوفر لها عوامل الأمان والاستقرار والسلام".
وأوضح أوسو "أن قضايا التعايش والتسامح والحوار كانت حاضرة على الدوام في صلب اهتمامات المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، التي أكدت عليها في العديد من القوانين والقرارات والوثائق الصادرة عنها، وأيضاً في قضايا ومناسبات مرتبطة بها عضوياً، نظراً لأهمية هذه القضايا في مجتمعات العالم المتنوعة قومياً ودينياً، وكذلك نظراً لتأثيراتها المباشرة على قضايا السلم والأمن الدوليين".
وأكد أوسو "أن التعايش والتماسك الاجتماعي والسلام بين مكونات المجتمع السوري القومية والدينية، تبقى مرهونة إلى حد كبير بالعمل الجاد وبذل المزيد من الجهد من قبل عموم أفراده ومؤسساته المختلفة، خاصة الأسرة والتعليم والدين والمجتمع المدني، من أجل إزالة الأفكار والرواسب الناجمة عن سياسات وممارسات القمع والإنكار والإلغاء والإقصاء والحرمان، المتراكمة في الأذهان والعقول خلال المراحل التاريخية الماضية".
وأضاف أوسو "أنه يجب العمل على تجسيد المبادئ والقيم التي تقوي التعايش والتماسك الاجتماعي وترسخها وتعززها، وتأمين المناخات المناسبة لها، لتضمن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، التي تحتاج بدورها لضمانات دستورية وقانونية تحميها وتعمل على رعايتها وحمايتها وتطورها وتنميتها، وتكفل تحقيق العدالة والمساواة بينها جميعاً دون أي شكل من أشكال التمييز على أساس القومية أو الدين أو الطائفة أو المذهب".
يذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مقراً لها، أول أمس الجمعة، في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات