
وطرحت المؤسسة مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالندوة بهدف التعرف على المعلومات التي يمتلكها أبناء المكونات الأخرى عن الديانة الإيزيدية وعاداتهم وطقوسهم وعبادتهم ومدى اختلاط أبناء هذه المكونات مع أشخاص من المكون الديني الإيزيدي.
وأكد 88 بالمئة من الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع أنهم لا يعرفون أي تفاصيل عن الديانة الإيزيدية وعباداتهم وطقوسهم وعاداتهم، فيما أوضح 12 بالمئة أن لديهم بعص التفاصيل عن عادات وتقاليد هذه الديانة.
وأوضح 53 بالمئة ممن استطلعت آرائهم أنهم يملكون بعض المعلومات العامة عن عادات وتقاليد وطقوس الديانة الإيزيدية رغم أن بعض هذه المعلومات كانت "مغلوطة"؛ تتعلق فيما يقال "بعبادة الشيطان" وبعض الشائعات التي تتعلق بأكل "الخس والملفوف".
وأشار نحو 76 بالمئة ممن شاركوا بالاستطلاع أن ليس لديهم أصدقاء من أبناء المكون الإيزيدي أو أنهم لم يتعرفوا خلال حياتهم على شخص من أبناء المكون الديني الإيزيدي، فيما أوضح البقية ونسبتهم 24 بالمئة أنه كان لديهم أصدقاء أو كانوا على معرفة بأحد الأشخاص من المكون الديني الإيزيدي ولكنهم لم يدخلوا في نقاشات وتفاصيل معهم عن عاداتهم وطقوسهم الدينية.
كما أكد نحو 29 بالمئة من الأشخاص الذين استطلعت آرائهم أنهم سمعوا بأبناء الديانة الإيزيدية بعد تعرضهم لحملة الإبادة الجماعية من قبل تنظيم "داعش" في شنكال/ سنجار في آب من عام 2014.
معلومات محدودة عن الديانة الإيزيدية:
تقول خزامى صليبا من المكون السرياني الآشوري إنه "ليس لديها أي فكرة عن المكون الإيزيدي، وأن ما تعرفه فقط هو أن لديهم إله خاص بهم".
وتضيف صليبا أنها تتمنى أن تعرف معلومات أكثر عن الإيزيديين، لافتةً إلى أنه لا يوجد من بين أصدقائها أي شخص من المكون الديني الإيزيدي".
بدورها تؤكد كلوديا يونان وهي من المكون السرياني أنها "لا تعرف شيئاً عن الإيزيديين، ولكن سمعت بهم لأول مرة أثناء تعرضهم لحملة الإبادة الجماعية، وأن الإيزيديين قدموا من جبل شنكال/ سنجار وأن موطنهم الأساسي هو الجبل وأتوا إلى سوريا واستقروا بقراها، فيما استقر قسم منهم في المخيمات".
وتضيف يونان أنهن "لا يعرفون أي شيء عن حضارة الإيزيديين وعاداتهم وتقاليدهم، ولمن يتبعون، أو ماذا يعبدون، وكذلك لا يعرفون شيئاً عن معتقداتهم".
في المقابل يؤكد يعقوب غريبو وهو من المكون الآشوري السرياني أن "لديهم علاقات كثيرة مع إخوتهم الإيزيديين وخاصة في منطقة تربسبيه/ القحطانية، وأنه كان لديهم زملاء أيام الدراسة أو جيران بالقرى المجاورة لهم مثل قرية "مزكفت" واصفاً علاقتهم بأبناء المكون الإيزيدي جيدة".
ويشير غريبو أنهم يحتاجون إلى معلومات كثيرة عن الإيزيديين لأنها، بحسب رأيه، تعتبر ديانة منغلقة، ولا يعرفون أي معلومات عنها، مضيفاً أنه يجب نشر معلومات موسعة عن الدين الإيزيدي حتى تكون متاحة للجميع.
كما تؤكد ماريا وهي من المكون السرياني المسيحي أنها "تعرف منذ صغرها بوجود الإيزيديين في المنطقة، ولكنها لم تلتقي بأحد من أبناء هذا المكون إلى أن أصبح عمرها 20 عاماً، حيث ألتقت بزملاء عمل من أبناء المكون الإيزيدي"، لافتةً إلى أنها "لا تعرف الكثير عنهم".
وتوضح ماريا أنها "تسمع عن الإيزيدية ولكن لم تسأل أو تتعرف بعمق على ثقافتهم، خوفاً من وجود تحفظات لديهم على بعض المعلومات"، مشيرة إلى أنها "تخجل أن تسأل عن بعض العادات الغريبة عن عاداتهم".
وتشير ماريا إلى أنها "تعرف مثلاً أن الإيزيدية ديانة مختلفة عن المسيحية والإسلامية واليهودية، ولكن لا تعرف تفاصيل عن طبيعة العبادات لديهم".
وتضيف ماريا أن "معلومات وصلتها بأنه لا يجوز البصق على الأرض إذا صادفت شخصاً إيزيدياً، كما أن أبناء المكون الإيزيدي لا يأكلون الخس والملفوف ولكنها لا تعرف السبب".
وتقول ماريا أن "لدى الإيزيديين يوم الأربعاء الأحمر وهو شيء قريب من العادات والتقاليد المتبعة لدى المسيحيين في عيد القيامة وخاصة البيض الملون واستقبال الضيوف، ولكن لا تعرف من أين أتوا بهذه العادة، ولماذا يستخدمون البيض الملون، ولماذا سمي بالأربعاء الأحمر، وإذا كان أربعاء أحمر فلماذا لا يستخدمون البيض الأحمر فقط مثلاً".
غموض حول الديانة الإيزيدية
وتضيف ماريا أن "هناك يوم الأربعاء الأسود ولكن لا تعرف شيئاً عنه، وأن هناك غموض كبير في الديانة الإيزيدية"، مطالبة بالإجابة على هذه التساؤلات لتتعرف أكثر على أبناء هذه الديانة، فمن المهم أن يتعرف الشخص على ثقافة الشعوب التي يعيش معها في المنطقة" بحسب وصفها.
من جهتها تؤكد رولا هارون وهي من المكون السرياني أنه "لم يكن هناك أحد يعرف تفاصيل كثيرة في الفترة الماضية عن المكون الإيزيدي الموجود في شمال وشرق سوريا"، لافتةً إلى أن "هناك تساؤلات كثيرة تنطرح حول هذا المجتمع، وعاداته وتقاليده وأعياده".
وتضيف هارون أن لديها تجربة مع إحدى الصديقات الإيزيديات، ولكنها لا تعرف شيئاً عن أعيادهم، وتعرف فقط اسم العيد ولكن لا تملك الجرأة لتسأل عن سبب التسمية أو المقصود منه"، لافتةً أنه "ربما تكون هناك أمور مغيبة عن تفاصيل دينهم، ولذلك تكتفي بمعايدتهم".
من جهته يوضح شاميران حنا وهو من الطائفة السريانية أنه "لا يعرف شيئاً عن الديانة الإيزيدية أو طبيعة عبادتهم، وأنه لا يوجد لديه أصدقاء من الإيزيديين ولم يعاشرهم أبداً".
كما يؤكد عماد رمضان الحسو وهو من المكون العربي أنه "لا يعرف شيئاً عن الإيزيدية، وعن عبادتهم، ولا يوجد لديه أصدقاء من المكون الإيزيدي".
ويقول جاك جورج وهو من أبناء المكون الأرمني المسيحي أنه "بحث عن كتاب حول الإيزيدية للحصول على معلومات عن حياتهم لكن لم يجده، ولا يعلم شيئاً عنهم، كما لا يعلم شيئاً عن أصحاب ديانة الصابئة في العراق".
المكون الكردي والإيزيديون
أما غاندي حاجي وهو من المكون الكردي فيقول إنه "وبحسب معلوماته عن الإيزيديين فإنهم أكراد مثله، ولا يوجد فرق بينه وبينهم"، لافتاً إلى أنه "تألم كثيراً بسبب الصعوبات والمآسي التي واجهت أبناء المكون الإيزيدي عندما هاجمهم تنظيم "داعش" في المرة الأخيرة واختطف نسائهم".
وفيما يتعلق بمعلوماته عن عبادات الإيزيديين يضيف حاجي "أنهم وبحسب معلوماته يعبدون "ملك طاؤوس"، والكثير منهم لا يأكلون الخس".
من جهته يؤكد زياد جمعة وهو من المكون الكردي أنه "تم التعرف على الإيزيديين بعد أن تعرضوا للإبادة الجماعية"، ورغم أنه يتأسف للظروف التي تعرف فيها على الإيزيديين، إلى أن رغبته كانت التعرف عليهم أكثر عبر عقد ندوات لتعريف الناس بالديانة الإيزيدية.
ويوضح جمعة "أن أجداده كانوا من الإيزيديين"، بحسب معلوماته" ولكنه يستغرب عدم التعريف بهذه الديانة وإعطاءها القيمة كغيرها من الأديان".
ويضيف جمعة أن "أبناء المكون الديني الإيزيدي يتعرضون بشكل دائم للاضطهاد وأن ذلك يعني أنهم شعب مسالم ويريد العيش بالسلام مع غيرهم من الأديان والشعوب"، مستغرباً ومتسائلاً عن سبب تعرضهم للاضطهاد والإبادات؟ وعن سبب عدم تعريف الناس بها وبأن الديانة الإيزيدية هي ديانة مسالمة وكريمة ولها حرمتها".
بدوره يوضح رضوان حمو وهو من المكون كردي أن يعرف "أن دين المكون الإيزيدي هي الزرادشتية وأنهم يعبدون "ملك طاووس"، مضيفاً أنه "شعب مضطهد تعرض أبناؤه للظلم والاضطهاد أكثر من عشرين مرة كما تعرضوا للإبادة مؤخراً".
ويضيف حمو أنه "كان لديه أصدقاء من أربع عائلات من المكون الإيزيدي لكنهم هاجروا إلى ألمانيا".
من جهته يؤكد محمد خير وهو من المكون الكردي أنه "لا يعرف شيئاً عن الديانة الإيزيدية، رغم رغبته بالتعرف عليهم أكثر، وأنه ليس لديه أصدقاء أو جيران من المكون الإيزيدي".
كما يؤكد نذير حسين من المكون الكردي أنه "سمع عن وجود الإيزيدين، ولكنه لم يتعمق كثيراً في عاداتهم وتقاليدهم، ورغم وجود صديق إيزيدي له أثناء خدمته العسكرية، ورغم علاقتهما الجيدة، لكنه لم يسأله عن تفاصيل ديانتهم وعاداتهم".
من جهته يشير نور الدين عرناسي من المكون الكردي أنه "ليس لديه معلومات دقيقة عن الديانة الإيزيدية، وأن كل ما يعلمه أنهم يعبدون "طائر الطاؤوس"، وأنه عندما يتم التحدث عن الشيطان فإنهم يغضبون".
ويضيف عرناسي "أنه يقال إن الإيزيديين لا يأكلون الخس لأن الشيطان يختبأ فيها ولا يعرف إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أو لا".
ويوضح عرناسي "أن الإيزيديين تعرضوا لحملات تهجير كثيرة وربما لأكثر من مئة مرة، ما أدى لتهجيرهم من مناطقهم ومدنهم حيث وصل بعضهم إلى أوروبا".
يذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مقراً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات