
عقدت مؤسسة ايزدينا، الخميس، ثالث جلساتها الحوارية ضمن مشروع "هوب" بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، بحضور قادة الرأي ورجال دين مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وممثلين عن مؤسسات دينية، وذلك في مكتب المؤسسة بمدينة قامشلو/ القامشلي.
وشارك في الجلسة الحوارية كل من عضو مجلس الشورى في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي الشيخ محمد عبيد الله القادري، رئيس قسم كلية العلوم الدينية في جامعة "روج آفا" حنا صبري صومي، الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة فاروق توزو، الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي دلال فهيم خليل، المرشدة النفسية كلستان سليمان عبدالله، والناشطة في الشؤون الدينية سوزدار محمد، ونائب الرئاسة المشتركة لمؤتمر مجتمع الإسلام الديمقراطي ومحاضر في الأكاديمية الإسلامية عبد الرحمن بدرخان.
كما حضر الجلسة عبر برنامج "زووم" من ألمانيا، رئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا الدكتور علاء الدين ال رشي.
وأدار الجلسة الحوارية كل من الصحفي سردار ملا درويش عبر برنامج "زووم"، والصحفي المختص بالشأن الإيزيدي جابر جندو.
وقال مدير مؤسسة ايزدينا علي عيسو في مداخلته عبر برنامج "زووم" في بداية الجلسة، إن موضوع الحديث عن خطاب الكراهية ومناقشة كيفية وضع حلول له، هو جزء من مشروع "هوب" في مؤسسة ايزدينا التي تهدف في نشاطاتها من ندوات وجلسات حوارية إلى تحقيق تماسك اجتماعي بين المكونات الدينية.
وتناولت الجلسة الحوارية التي استمرت نحو /6/ ساعات عدة محاور، هي مفهوم خطاب الكراهية والتطرف والتحريض على العنف، ومناقشة كيفية ظهورها في المجتمع السوري المحلي خلال المحور الأول من الجلسة.
وفي المحور الثاني تم التطرق للصور النمطية السائدة في المجتمع وتأثيرها، ونماذج من دعوات خطاب الكراهية والعنف والتطرف الموجه ضد الأفراد والجماعات "الإيزيديون نموذجاً".
وفي المحور الثالث تحدث ميسر الجلسة عن الأسباب الأساسية في ظاهرة التطرف وخطاب الكراهية، حيث تم عرض ايضاحي عن نماذج سائدة في المجتمع تدعو للتطرف ونماذج أخرى تدعو لخطاب الكراهية، إضافة لنماذج تحض على المحبة والسلام ونبذ خطاب الكراهية والتطرف.
كما ناقش الحضور الآثار الناجمة عن التطرف وخطاب الكراهية والتحديات التي تواجه المجتمعات، وتحديد المسؤولين عن خطاب الكراهية، إضافة لمناقشة الحلول والمقترحات للحد من التطرف وخطاب الكراهية.
وأوضح ميسر الجلسة الصحفي الإيزيدي جابر جندو خلال الجلسة الحوارية أن التطرف وخطاب الكراهية ليس موجه لدين معين إنما موجود لدى الجميع وموجه ضد كل الأديان، لافتاً إلى أنه لم يتم اتفاق حول تعريف لخطاب الكراهية حتى الآن حيث أن لكل شخص رؤية خاصة حول هذا الخطاب.
وقال ميسر الجلسة الصحفي سردار ملا درويش خلال حديثه في الجلسة إن موضوع خطاب الكراهية يعتبر موضوع حساس وطارئ يظهر في فترات الحرب، وأن خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتطرف هي مواضيع واضحة على الساحة العالمية وتولد حالة عنف غير طبيعية على المجتمع، مضيفاً أن موضوع خطاب الكراهية له علاقة وارتباط بالجانب الديني.

وأوضح الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة فاروق توزو أن ظاهرة خطاب الكراهية موضوع يخص كل إنسان يعيش في المنطقة لافتاً إلى أن عدم احترام الآخر المختلف يؤدي في النتيجة إلى الكراهية بين المكونات ويولد الحقد الدائم، مشيراً إلى أن الحديث عن الموضوع بحاجة لنقاش طويل واهتمام من قبل الجميع، لأن خطاب الكراهية يؤدي إلى تقسيم المجتمع وبتر العلاقة بين الجميع.
من جهته أكد رئيس قسم كلية العلوم الدينية المسيحية في جامعة "روج آفا" حنا صبري صومي، أن الكراهية تعكس الشر وهي وليدة الفكر العنصري الشوفيني القومجي الديني السياسي للوصول إلى غاية ما.

وأضاف صومي أن الحسد والحقد والأنا والفكر الأحادي تولد الكراهية، لافتاً إلى دور رجال الدين والسياسيين والإعلام في توليد الكراهية التي كانت سبباً بالدمار الذي حصل في أوروبا والشرق.
وأشار صومي إلى أن هناك خطاب كراهية منتشر في الشرق الأوسط، ولكن في المقابل هناك خطاب مناهض لخطاب الكراهية في شمال وشرق سوريا من قبل رجال دين الذين يعملون على نشر مفهوم المحبة.
بدوره قال عضو مجلس الشورى في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي الشيخ محمد عبيد الله القادري إن خطاب الكراهية تبث التفرقة بين الشعوب والقبائل وأفراد المجتمعات والأديان والطوائف والمذاهب والأثنيات والأعراق المختلفة.
وأضاف القادري أن التمسك بخطاب الكراهية والدعوة إليه ونفي خطاب الآخر يتسبب بالتطرف وبالتالي يدعو إلى إنهاء الآخر سواء أكانت عبر الحرب المباشرة بالأسلحة أو عبر الحرب الإعلامية.
وأشارت الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي دلال فهيم خليل إلى ازدياد بث خطاب الكراهية بين المجتمعات والأقليات بشكل خاص في الفترة الأخيرة.
وأضافت خليل أن وجود جماعات متطرفة تعمل للنيل من ثقافة التسامح بين الأديان أدت لبروز خطاب الكراهية، كما أن ظهور "داعش" هو نتيجة عمل بعض الجهات والمؤسسات في بث الكراهية بين المجتمعات.
بدورها قالت الناشطة في الشؤون الدينية سوزدار محمد إن القوى السياسية في الشرق الأوسط تستخدم الدين من أجل غايات سياسية وتستغل الخطاب الديني من أجل أهداف سياسية ما يتسبب بانتشار خطاب الكراهية والحقد والعنف كما فعلت "داعش" مع الإيزيديين.
من جهته أكد نائب الرئاسة المشتركة لمؤتمر مجتمع الإسلام الديمقراطي والمحاضر في الأكاديمية الإسلامية عبد الرحمن بدرخان أن خطاب الكراهية يأتي في الحقيقة من المنابر الدينية، سواء أكانت دور العبادة أو منابر دينية إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية.

وأوضح بدرخان أن خطاب الكراهية يتمثل بشخصية الإنسان البعيد عن الدين لأن الدين جاء لإحلال السلام والمحبة، فالإنسان الذي يخرج عن تعاليم دينه يكون متطرفاً في فكره، فالدين يدعو إلى المحبة والوسطية والإخاء.
وأضاف بدرخان أن نقاط الكراهية تتلخص في العنف بسبب عدم قبول الآخر، والإقصاء بسبب الأنانية، والتكفير الذي يرتكز على المنابر الدينية الإعلامية.
بدورها أشارت المرشدة النفسية كلستان سليمان عبدالله إلى أن خطاب الكراهية ليس وليد اللحظة إنما بسبب التراكمات فالتحريض على العنف والتطرف يأتي غالباً من اللاوعي.
وأضافت عبدالله أن خطاب الكراهية يؤدي إلى تفكك المجتمع، وبالتالي يجب إلقاء المزيد من الضوء على هذه الظاهرة.
من جهته قال الدكتور علاء الدين ال رشي رئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا إنه يجب البحث عن جذور أسباب الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى مشكلة إطلاق الأحكام التعميمية التعسفية حيث لا يمكن وضع تصرفات بعض الأشخاص أنها تمثل تعاليم الدين.

وأشار ال رشي إلى أهمية تعريف المكونات ببعضها، وأهمية منح الأديان مساحة حرة متساوية للتعبير عن طقوسها وعبادتها ورموزها، لأن الدين يؤدي إلى التطرف في حال منعه من التعبير عن نفسه.
وأكد ال رشي أن يجب على كل العقلاء من كافة الأديان أن يكونوا يداً واحدة، لأن التطرف يلتهم جهة حالياً وسيلتهم الجهة الثانية مستقبلاً، منوهاً إلى أهمية تحقيق الاعتدال، وإحياء خطاب التلاقي بين الأديان والبحث عن القواسم المشتركة.
وفي ختام الجلسة الحوارية اقترح المشاركون مجموعة من الحلول لمواجهة خطاب الكراهية.

وكانت مؤسسة ايزدينا عقدت جلستها الحوارية الثانية تحت عنوان "المرأة نواة تطور المجتمع" في 28 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة من النشاطات الفاعلات في المجتمع، بينما تم عقد الجلسة الحوارية الأولى بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، في 21 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة ممثلين عن مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني إضافة لشخصيات مؤثرة فاعلة في المجتمع.
الجدير بالذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مقراً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات