
قال رئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا الدكتور علاء الدين ال رشي إن الكثيرين يتحدثون عن معالجة الإرهاب والتطرف والكراهية، ولكنهم يبقون في معالجة الصورية لها ولا يصلون إلى جذر هذه المشاكل والظواهر ولهذا لا يصلون إلى معالجة حقيقية لها.
حديث ال رشي جاء خلال مشاركته عبر برنامج "زووم" من ألمانيا في الجلسة الحوارية الثالثة التي عقدتها مؤسسة ايزدينا، الخميس الفائت، بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، ضمن مشروع "هوب"، بحضور قادة الرأي ورجال دين مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وممثلين عن مؤسسات دينية، وذلك في مكتب المؤسسة بمدينة قامشلو/ القامشلي.
وأوضح ال رشي أنه لا يوجد إجماع على تعريف واضح للتطرف بسبب وجود مظلوميات متبادلة، لافتاً إلى أن هناك من يعتبر أن وضع تعريف مسبق يعني إدانته دون إيجاد دليل.
وأضاف ال رشي أن هناك من يحاول إضفاء صبغة الدين على التطرف والإرهاب عبر إطلاق أحكام تعميمية، لافتاً إلى أنه من الخطأ إطلاق حكم عام بسبب تصرفات تنظيمية لمجموعة من المسلمين أو الإيزيديين أو المسيحيين.
وأشار ال رشي أنه لا يجب الاكتفاء بالتحدث عن مظلومية فئة أو أخرى لأن ذلك لا يقدم حلاً لمعالجة الظلم الموجود، بل يتحول المظلوم الى ظالم كردة فعل، وبالتالي أي معالجة يجب أن تستند على شرعية القانون والتعارف بين الأديان، حيث لا يوجد دين يدعو إلى القتل وإراقة الدماء.
وأكد ال رشي أهمية رفع يد السياسي عن الدين وإفساح مساحة حرة أمام الأديان لممارسة شعائرها، لافتاً إلى أن النبي "محمد" كافح في حياته ليجعل الناس أحراراً في عقائدهم، لكن السياسي يصر على مسخ صورته وتحويله إلى فزاعة عبر استنطاق نصوص تحتوي على الكثير من تراثه السياسي المريض.
وكانت مؤسسة ايزدينا عقدت جلستها الحوارية الثانية تحت عنوان "المرأة نواة تطور المجتمع" في 28 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة من النشاطات الفاعلات في المجتمع، بينما تم عقد الجلسة الحوارية الأولى بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، في 21 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة ممثلين عن مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني إضافة لشخصيات مؤثرة فاعلة في المجتمع.
الجدير بالذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مكتباً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات