
قال عضو مجلس الشورى في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي الشيخ محمد عبيد الله القادري إن لخطاب الكراهية تأثير سلبي ومدمر على المجتمع لأنه يقطع الروابط الاجتماعية ويهدم المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع، وإن تأثيره يشمل النواحي الوجدانية والمعنوية والفكرية والمادية بكافة أشكالها.
حديث القادري جاء خلال الجلسة الحوارية الثالثة التي عقدتها مؤسسة ايزدينا، أمس الخميس، بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، ضمن مشروع "هوب"، بحضور قادة الرأي ورجال دين مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وممثلين عن مؤسسات دينية، وذلك في مكتب المؤسسة بمدينة قامشلو/ القامشلي.
وأوضح القادري إن المجتمع الذي يسود فيه خطاب الكراهية يعتبر مجتمعاً مفككاً ومتخلفاً، تتصارع فيه المكونات ما يؤدي إلى القطيعة وعدم الاعتراف بالآخر والسعي إلى إنهاء وجوده وبالتالي التسبب بالحروب والفتن والنزاعات على كافة المستويات الفكرية والذهنية والمادية، ويكون ضحيتها أفراد المجتمع البسطاء الذين على الأغلب ليس لهم علاقة في توجيه هذا الخطاب.
وأضاف القادري أنه يمكن مواجهة هذا الخطاب عبر معرفة أسبابه ومواجهته بشكل علمي وفعال لإضعافه ونشر خطاب المحبة بالمقابل، لافتاً إلى أن أسباب هذا الخطاب هي مادية بحتة، تتعلق بمصالح من ينشره.

وأشار القادري إلى أن خطاب الكراهية يترأسه علماء الدين ورؤساء الطوائف الدينية كي يتحكموا بأفراد المجتمع ويجمعوا من خلال ذلك الأموال الضخمة، منوهاً إلى أن الأمر ينطبق على التعصب القومي والطائفي والاثني والعرقي.
ونوه القادري إلى دور الإعلام في نشر خطاب الكراهية من خلال تحريك مشاعر المتلقي عبر بث الجرائم التي تحدث في العالم، وهذه الجرائم يتبعها رد فعل من الطرف الآخر التي تكون سلبية بكل تأكيد، لأن الخطاب يشجع على الحقد والثأر والقتل، كما أن دعوة رجال الدين إلى مذاهبهم أو طائفتهم وعدم تقبل بعضهم بعض يؤدي إلى خلق الكراهية والحقد.
وكانت مؤسسة ايزدينا عقدت جلستها الحوارية الثانية تحت عنوان "المرأة نواة تطور المجتمع" في 28 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة من النشاطات الفاعلات في المجتمع، بينما تم عقد الجلسة الحوارية الأولى بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، في 21 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة ممثلين عن مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني إضافة لشخصيات مؤثرة فاعلة في المجتمع.
الجدير بالذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مكتباً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات