
قال الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة فاروق توزو إن خطاب الكراهية له تأثير قاتل على المجتمع فهو يؤدي إلى نتائج كارثية وحرب أهلية وهي من أخطر أنواع الحروب، حيث يكون الجميع فيها خاسراً.
حديث توزو جاء خلال الجلسة الحوارية الثالثة التي عقدتها مؤسسة ايزدينا، أمس الخميس، بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، ضمن مشروع "هوب"، بحضور قادة الرأي ورجال دين مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وممثلين عن مؤسسات دينية، وذلك في مكتب المؤسسة بمدينة قامشلو/ القامشلي.
وأضاف توزو أن إهمال البحث عن إيجاد حل لإيقاف خطاب الكراهية أو الحد من استمراره سيكون تأثيره وبالاً على المجتمع، لأنه خطاب الكراهية يطور نفسه من خلال المجابهة مع الآخر الذي يعتمد الخطاب ذاته.
وأوضح توزو أن مواجهة مثل هذا الخطاب يكون عبر معرفة خطورته، وإدراك نتائجه الكارثية، والبحث عن السبل التي تخفف من وطأة تلك الخطورة.
وأكد توزو أنه يجب على السلطات أو الإدارات دعم كل عمل يحد من خطاب الكراهية عبر الندوات الفكرية والإعلام الموجه الهادف، إضافة إلى التركيز على دور المناهج التعليمية في زرع قيم التسامح وقبول الآخر.
وأشار توزو إلى أن دور رجال الدين أساسي ومهم في مواجهة خطاب الكراهية، وخاصة في مجتمع لا يزال متعلقاً بشدة بهذه الفئة، وبالتالي يمكن لرجل الدين أن يكون سلبياً وأن يدفع بأبناء دينه لتبني خطاب الكراهية وإقصاء الآخر واستعمال العنف، كما يمكن لرجل الدين أن يجعل مريديه -وهم شريحة ليست قليلة - أن يتبنوا خطاب قبول الآخر وإشراكهم في القرار.

وفيما يتعلق بدور الإعلام، أوضح توزو أن الإعلام وسيلة لرجل الدين وللكتّاب والمنظرين وعلماء الأدب والأخلاق، وأن التجارب الحديثة أثبتت خطورة دور الإعلام في تفكيك دول وتحطيم بنيتها التحتية - مثالاً الجزيرة القطرية - وكذلك في التكتم على أحداث في بلاد أخرى ربما كانت ترتقي الأحداث فيها إلى جرائم الإبادة ضد البشر وأن ما فعله أردوغان في المناطق الكردية دون اكتراث من كل الوسائل الإعلامية خلال السنوات الأخيرة خير مثال على ذلك.
وكانت مؤسسة ايزدينا عقدت جلستها الحوارية الثانية تحت عنوان "المرأة نواة تطور المجتمع" في 28 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة من النشاطات الفاعلات في المجتمع، بينما تم عقد الجلسة الحوارية الأولى بعنوان (مناقشة خطاب الكراهية ومناهضة التطرف)، في 21 أيلول/ سبتمبر الفائت بحضور مجموعة ممثلين عن مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني إضافة لشخصيات مؤثرة فاعلة في المجتمع.
الجدير بالذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مكتباً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات