قال الصحفي الإيزيدي السوري جابر جندو في تصريح خاص لمحطة "شوفي مافي" حول الندوة التعريفية بالإيزيديين التي عقدتها مؤسسة ايزدينا تحت عنوان "أنا الإيزيدي أدعوكم لتتعرفوا عليّ"، في مدينة الرقة، إن هذه الندوات والجلسات الحوارية تأتي ضمن مشروع "هوب" التابع لمؤسسة ايزدينا.
وأوضح جندو أن الندوة تعتبر الرابعة التي يتم عقدها بعنوان"أنا الإيزيدي أدعوكم لتتعرفوا عليَ"، حيث كان هناك ندوتين تم عقدهما "أونلاين" عن طريق تطبيق "زووم" وندوة ثالثة عقدت في مدينة الحسكة حضرتها منظمات وشخصيات كثيرة.
وأضاف جندو أن مؤسسة ايزدينا تهدف من خلال هذا المشروع إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية والأثنية في شمال وشرق سوريا خصوصاً وسوريا عموماً.
وتابع جندو أنهم يعملون في مؤسسة ايزدينا من خلال الندوات على إزالة الصورة النمطية التي تشكلت لدى الآخرين عن الديانة الإيزيدية، والتقارب بين الأثنيات والقوميات التي تعيش في شمال وشرق سوريا وخاصة في مدينة الرقة.
وحضر الندوة الرابعة في الرقة أكثر من ثمانين شخصاً من نشطاء وناشطات وأعضاء مبادرات وإعلاميين وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى شخصيات اجتماعية.
وأوضح جندو أن مدينة الرقة تشكل أهمية كبيرة لدى الإيزيديين وذكرى مؤلمة، حيث أن أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي عاشوا في الرقة ضمن حكم تنظيم "داعش"، حيث كان يتم بيع الإيزيديين والإيزيديات في هذه المدينة الجميلة "مدينة التأخي".
وأشار جندو أن تنظيم "داعش" عذب الإيزيديات وباعهم في أسوق النخاسة كما باع الأطفال واستخدمهم كعبيد في ساحات هذه المدينة، لافتاً إلى أن كل شارع من شوارع مدينة الرقة لها ذكرى مؤلمة لدى الإيزيديين لما فعله داعش بهم.
وأكد جندو أنهم بمجيئهم إلى مدينة الرقة أراد القول إن هذه المدينة كانت ولا زالت مدينة التآخي والسلام، وأن أهالي رقة لا ذنب لهم بما فعله "داعش" من أعمال شنيعة، وأن داعش تمثل نفسها كتنظيم رديكالي متشدد ولا تمثل أهل الرقة بشيء، لأن أهل الرقة يحبون التآخي والسلام وهي مدينة التعايش والعشائر الجميلة التي تحافظ على التراث العربي الأصيل.
وأكد جندو أنهم حاولوا في هذه الندوة إيصال ماهية الدين الإيزيدي وثقافته للحضور، حيث تم التأكيد خلال الندوة أن الإيزيدية دين وليست طائفة أو مذهب يتبع لأحدى الأديان، وأنها ديانة تمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، وأن كل ما يقال حول عبادتهم للشيطان عار عن الصحة.
وأضاف جندو أن الإيزيديين هم وحدانيون يوحدون الله الواحد الأحد، ولديهم أسماء كثيرة لله تتعدى الألف اسم ومن أحد هذه الأسماء "إيزي أو خودى" وخودى يعني الذي خلق نفسه وإيزيدي أي الذي خلقني، ويستمد الإيزيديون اسمهم من الله.
وتابع جندو أن الإيزيديين يعبدون الله ويعتبرون أول الموحدين بالله، ولهم كتب ويؤمنون بالرسل والملائكة ويوم الآخر، ولديهم عبادات الصيام، وأعياد خاصة بهم، مؤكداً أن لكل شعب من شعوب سوريا عادات وتراث مختلف عن الآخر وأن هذا التنوع يثري المجتمع السوري.
ونوه جندو أن الإيزيديين عانوا كثيراً من الناحية الاجتماعية والدينية حيث كان الإيزيدي محروماً من كل حقوقه في سوريا ولم يعترف به في سوريا لا كدين ولا كطائفة.
وأشار جندو أنهم بحاجة إلى تعريف المجتمع السوري بالإيزيديين وعلى دياناتهم العريقة التي توحد الله وتؤمن بالملائكة والرسل، ولهم عادات وتقاليد غنية وتراث غني يجب أن يعرفه المجتمع السوري.
واختتم الصحفي الإيزيدي أنهم تلقوا تجاوب كبير من أهالي الرقة ومثقفيها، وحسن استقبال وحب للمعرفة وهو أمر ليس بعيد عنهم كونهم شعب واحد، لافتاً إلى الندوة كانت البداية لتعريف أهالي الرقة بالإيزيديين، وشرح الظلم الذي تعرضوا له هم وأهالي الرقة أيضاً على يد تنظيم داعش خلال الحقبة السابقة، مؤكداً أن زيارتهم هي رسالة بأنهم شعب واحد وأن التنوع يثري الحالة الاجتماعية والدينية في المنطقة.
التعليقات