ويهدف الكتيب إلى التعريف بالديانة الإيزيدية وطقوسها، إضافة إلى التعريف بعادات وتقاليد أبناء هذه الديانة وعلاقاتهم مع المكونات والديانات الأخرى، كما يتضمن الكتيب مقالات لثلاثة كتّاب يتحدثون عن نظرتهم تجاه الدين الإيزيدي.
ويتضمن الكتيب مقدمة وثلاث أقسام، حيث تشير مقدمة الكتيب أنها تلخص أهم المعلومات الحقيقية المتعلقة بالدين الإيزيدي، وتجيب على أكثر الأسئلة الحساسة التي أُثيرت عن الإيزيديين، إضافة إلى أن الكتيب يقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة السائدة تجاه هذه الأقلية الدينية التي تعيش في عدة دول بينها سوريا.
يحتوي القسم الأول كل ما يتعلق بالديانة الإيزيدية وتاريخ ظهورها ووحدانية الدين الإيزيدي ومفهوم الشيطان لدى الإيزيديين، وأبرز الأعياد لدى الإيزيديين وكيف يحتفلون بها والمأكولات التي يقدمها ايزيديو سوريا في أعيادهم، وعباداتهم، ويجيب على أسئلة مثل "هل الإيزيدية ديانة أم طائفة؟، هل يعبد الإيزيديون الله؟، ماذا يعني الشيطان لدى الإيزيديين؟، هل يصوم الإيزيديون؟، هل يوجد لدى الإيزيديين أدعية أو صلوات؟، كيف يتعلمون ديانتهم ولماذا لا يخبرون أحداً بها؟، هل لديهم مراسيم للحج وأين وكيف يحجون؟، هل يؤمن الإيزيديون باليوم الآخر؟، وماذا يعني تقمص الأرواح لديهم؟، هل توجد لدى الإيزيديين "زكاة" كغيرهم من الأديان؟، إذا رسمنا حول الإيزيدي دائرة فهل يخرج منها؟، ما هي رؤية الدين الإيزيدي تجاه المرأة؟، هل يمكن لأبناء الأديان الأخرى اعتناق الدين الإيزيدي؟".
كما يتطرق القسم الأول إلى عدم الاهتمام بالتنوع الديني القومي داخل أجندات مؤسسات الدولة السورية، الأمر الذي يؤدي إلى تحوَّل الإيزيديون بنظر بعضهم إلى غرباء وفي بعض الأحيان إلى "كفار" أو أعداء، ويلخص تداعيات إنكار الحكومات السورية لأهمية التنوع الديني، وعدم إفساحها المجال لهذا التنوع أن يظهر ويُناقش على العلن من حيث ظهور صور نمطية سيئة تجاه الأقليات الدينية والقومية نابعة عن جهلٍ غير متعمد بحقيقة هذه المكونات.
ويتضمن القسم الثاني من الكتيب تصحيح الصورة النمطية الخاطئة المأخوذة عن أبناء الديانة الإيزيدية والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم، وأماكن ومدن التي ينتشر فيها الإيزيديون في سوريا، وسبب الهجمات الإرهابية على الإيزيديين، وسبب اتهام الإيزيديين بعبادة الشيطان، ودور المنابر الإعلامية في تشويه صورة الإيزيديين، وكيف ساهم الإيزيديون في سوريا عبر طقوسهم الدينية بتعزيز السلم الأهلي، وكيف أساءت الحكومات المتعاقبة على الحكم في سوريا إلى الإيزيديين، وما حل بالإيزيديين بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 2011، وماذا حصل لهم في عفرين وسري كانيه/ رأس العين، إضافة للحديث عن ناجيات إيزيديات أثرنّ بالمجتمعات المحلية والدولية.
ويحتوي القسم الثالث ثلاثة مقالات لكتّاب يتحدثون فيها عن الإيزيديين ونظرتهم تجاه الدين الإيزيدي، وهم الدكتور محمد حبش الذي نال الإجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق وحصل على ثلاث درجات ليسانس في العلوم العربية والإسلامية من جامعات دمشق وطرابلس وبيروت كما حصل على الماجستير، وصدر له 52 كتاباً مطبوعاً في قضايا التنوير الإسلامي، كما اشتهر بمقالاته الجريئة في الصحف العربية، وبرامجه الكثيرة على المحطات الفضائية والإذاعات العربية، حيث بدأ حبش مقالته بجملة "الإيزيدية، تاريخ من القهر ومستقبل من الأمل".
وتضمنت المقالة الثانية عن التعايش بين الإيزيديين والمسلمين في سوريا التي كتبها الصحفي الكردي السوري سردار ملا درويش وهو مدير شبكة آسو الإخبارية وينحدر من مدينة سري كانيه/ رأس العين التي كانت مدينة تجمع مكونات الشعب السوري من العرب والكرد والأرمن والإسلام والمسيحية والإيزيدية.
بينما جاءت مقالة الكاتب لقمان سليمان تحت عنوان "أنا والكرد الإيزيديين"، والكاتب سليمان هو من مواليد قرية حمزة بك منطقة ديريك/ المالكية عام ١٩٦٢، ومقيم في ألمانيا منذ عام ٢٠١٢ ولديه عدة كتب مطبوعة باللغة الكردية، إحدى هذه الكتب هي "شنكال" "Şengal" وهي رواية أصدرها عام ٢٠١٨ تتحدث عن الإبادة الإيزيدية التي حلت على الإيزيديين في مدينة شنكال/ سنجار.
يذكر أن مؤسسة ايزدينا قامت بطبع 500 نسخة من الكتيب ليتم إهدائها إلى المنظمات الدولية والمحلية والمؤسسات الإعلامية العاملة في شمال وشرق سوريا.
الجدير بالذكر أن مؤسسة ايزدينا افتتحت مكتباً لها، في الأول من شهر آب/ أغسطس الفائت في مدينة قامشلو/ القامشلي، وأطلقت مشروع "هوب Hope" في المنطقة ضمن برنامج عمل أكاديمي ومهني يهدف إلى زيادة وعي المجتمع المحلي بالهوية الإيزيدية وتعزيز التقارب بين أبناء المكونات الدينية والقومية في شمال وشرق سوريا من خلال احترام التعددية وتقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
التعليقات